واستعرض الشاب هيثم عبد الكريم الإنسان الآلي في معرض بغداد الدولي -الذي أقيم نهاية العام الماضي- وسط اهتمام كبير من الحاضرين الذين اكتظوا حوله.
ويشير عبد الكريم في حديث لوكالة دويتشه فيلله العربية إلى أن خبرته في تصنيع الإنسان الآلي تعود إلى عام 1995، عندما صنع أول إنسان آلي مهمته مساعدة ربات المنازل على التنظيم وحمل الحاجيات وتحريكها، على حد قوله.
ومع انتشار عمليات التفجير باستخدام السيارات الملغمة التي يسقط على إثرها عشرات القتلى والجرحى في كل مرة، والكفاءة المحدودة لأجهزة الكشف عن المتفجرات الحكومية، عكف عبد الكريم على تطوير اختراعه شيئا فشيئا إلى أن صنع إنسانا آليا مهمته الكشف عن المتفجرات وتفكيكها.
ويوضح الشاب العراقي أنه يعتمد في تصنيع الإنسان الآلي على الخردة وبقايا مواد الحديد الناتجة عن الانفجارات، حيث يعيد تدوير تلك المواد لتصنيع رجاله الآليين، مشيرا إلى أن تكلفة الإنسان الآلي الواحد تبلغ نحو 3500 دولار أميركي.
ويضيف أن الإنسان الآلي "فضل 1" -وهو الاسم الذي منحه لاختراعه- قادر على كشف المتفجرات من خلال التحكم عن بعد في دائرة قطرها خمسين مترا، وتم تزويده بكاميرات فيديو متطورة ودقيقة موصولة بشاشة مراقبة، وبذراع لرفع المتفجرات وتفكيكها.
كما أن الإنسان الآلي يعمل بالطاقة الشمسية، و"لا يتأثر بتغير درجات الحرارة والأمطار"، و"نظامه غير قابل للاختراق لأنه صعب البرمجة" رغم بساطة طريقة استعماله، حسب قوله.
وأكد عبد الكريم أنه يضع ابتكاره تحت إمرة قوات الأمن العراقية على أمل أن تتبنى مشروعه الجهات المعنية بعد التعديل والتطوير إسهاما منه في حفظ أمن بلده، والحد من مظاهر العنف التي تعصف بالعراق منذ سنوات، وفق تعبيره.
ويأتي هذا الابتكار في وقت كثر فيه الحديث عن غياب الدعم الحكومي والجهات المعنية للمواهب والكفاءات، وتعتبر دائرة البحث والتطوير الصناعي التابعة لوزارة العلوم والتكنولوجيا العراقية الجهة الرسمية المسؤولة عن دعم الكفاءات العراقية ومنح براءات الاختراع.
وفي هذا السياق، عبر المدير العام لدائرة البحث والتطوير الصناعي عماد رؤوف عن استعداد دائرته الكامل لدعم مشروع عبد الكريم "وفق النظام الداخلي لدائرته"، مشيرا إلى أن الدعم قد يكون "من خلال الدراسة العلمية لتطوير الفكرة، أو ماديا بهدف توفير المستلزمات الحديثة التي قد تفتقر إليها الفكرة".
0 التعليقات:
إرسال تعليق