يحلم نديم قسام، مدير مؤسسة (بيو بيتس- BioBeats)، بعالم يحقق التناغم التام بين الموسيقى والمشاعر، بحيث تتناسب فيه وسائل الإعلام مع احتياجات وطبيعة كل واحد منا.
كان أول مشروع تنفذه مؤسسة (بيو بيتس) في مجال ما يسمى بـ" الإعلام التكيفي"، هو من خلال تطبيق (بلس- Pulse) التجريبي، الذي يولد موسيقى إلكترونية وفقا لسرعة نبضات القلب. وذلك بتشغيل هذا التطبيق من قبل المستخدم، ثم وضع إصبعه على عدسة كاميرا الـ(آيفون) لدقيقة واحدة. ويحدث هذا الأمر من خلال جهاز استشعار بصري تحتوي عليه هذه الـ(كاميرا)، لمراقبة التغيرات في لون إصبعك حسب قوة جريان الدم فيه، وهذا بدوره يساعد على تحديد معدل نبضات قلبك، وعزف الموسيقى المناسبة وفقا لإيقاعها.
في الحقيقة، جربت خيار موسيقى الـ(دبستيب- Dubstep) على هذا التطبيق، فولدت نبضات قلبي موسيقى إلكترونية متقطعة وأنغاما هادئة. وقد استمتعت جدا بسماع الموسيقى وهي تتغير وفقا لتغير ضربات القلب. يقول قسام: "إن هذه هي الطريقة تشجع المستخدمين على مراقبة حالتهم الصحية أيضا".
ويضيف: "يحتاج قطاع الرعاية الصحية إلى جعله مسليا وممتعا، مما يسهم في تحسين كفاءته عموما. لذلك، علينا أن ندمج الصحة بالترفيه". وبالرغم من أن هذه الفكرة غريبة بعض الشيء، إلا أنها قد تعود بالفائدة على الكثيرين. ويرى كوتر بروان- مدير أعمال جستن بيبر، والممثل ويل سميث، هذه الفكرة فعالة ومفيدة، ودليل ذلك أنهما استثمرا في هذا المشروع.
كما تعاونت فرقة (فار إيست موفمنت- Far East Movement) الموسيقية مع مشروع (بيو بيتس) لتشجيع الناس على استخدامه، وحمل 1.5 مليون شخص حول العالم هذا التطبيق المجاني وجربوه للاستماع إلى الموسيقى التي تحاكي قلوبهم. يقول قسام: "الأمر يتعلق برفع درجة الوعي لدى المستهلكين أيضا؛ فالكثيرون منهم، إلى جانب أنهم لم يسبق لهم التفكير بفحص نبضات قلوبهم، سيجدون أن هذا التطبيق قد يشجعهم على مراقبة حالتهم الصحية، واتخاذ الإجراءات الوقائية".
لقد كان قسام مهتما دائما بمجالي الصحة والتكنولوجيا على حد سواء، لاسيما بعد أن أصيب بالمرض قبل 10 سنوات، عندما بدأ بمراقبة حالته الصحية عن كثب. يعلق على ذلك بقوله: "لقد أدهشتني المعلومات التي تعلمتها عن صحتي القلبية في ذلك الحين".
كما يرى قسام أنه يمكن الربط بين عدد من أجهزة الاستشعار التي تراقب الصحة ووسائل الإعلام، وذلك للتخفيف من مستويات التوتر، وللوقاية الصحية والتسلية في آن واحد. يقول: "الإعلام التكيفي يهدف إلى انسجام وسائل الترفيه مع الإشارات الحيوية للإنسان. ومثال ذلك: تخيل أنك تشاهد فيلما مرعبا، وشعرت بالخوف الشديد فتسارعت نبضات قلبك، هنا يمكن لجهاز الاستشعار أن ينبهك إلى ذلك، ويخفف من حدة الموسيقى".
شارك قسام في تأسيس (بيو بيتس) في عام 2012، مع ديفيد بلانز وديفيد موريلي، وهما موسيقيان متمرسان، أحدهما حاصل على درجة الدكتوراه في الموسيقى، والآخر على الدكتوراه في علم الحاسوب. فيما يتوزع مهندسو المؤسسات في مواقع جغرافية مختلفة حول العالم، ويتواصلون عبر برنامج (غوغل هانغاوتس- Google Hangouts).
أما تجربة المؤسسة المقبلة، فهي تدعى: (بيو ميوز- BioMuse)، وتعمل على تصميم قوائم الأغاني وفقا لمعدلات نبض القلب والتنفس، وسيتم إطلاقها قريبا.
يأمل قسام بأن تتمكن شركته من بيع حقوق استخدام تطبيقاتها إلى المؤسسات الكبرى وشركات الرعاية الصحية، لتتمكن عندئذ من بيع مزايا إضافية ضمن تطبيقاتها وتحقق المزيد من الأرباح. ومن ناحية أخرى، تساعد أفكار (بيو بيتس) الفريدة على تعزيز الأواصر الاجتماعية؛ فهي تتيح للناس التشارك بما تبوح به قلوبهم حرفيا، وأن يلتقوا بآخرين يشعرون بالأحاسيس نفسها، وقد تثبت أيضا فعاليتها في تخفيف التوتر. حتى ذلك الحين ستظل أفكارا جميلة في طور التكون
0 التعليقات:
إرسال تعليق