الاثنين، 6 يناير 2014

لماذا لم ينتهِ بعد عصر الحواسيب الشخصية؟



بالرغم من التغطية الإعلامية الكبيرة حول تباطؤ مبيعات الحواسيب الشخصية، إلا أن هناك أسبابا عدة ووجيهة لعدم انقراضها بين صفوف المستخدمين خلال الأعوام الـ5 المقبلة على أقل تقدير. فيما يقال أيضا بأنها ستبقى حجر الأساس، لا سيما في المنازل خلال العقدين المقبلين؛ إذ حافظت على رواجها أكثر من الأنواع الأخرى، كالحواسيب المحمولة وأجهزة (نت بوك– Netbook) التي تراوحت مبيعاتها ما بين ارتفاع وانخفاض، فضلا عن كونها لم تلق شعبية كبيرة عند المستخدمين.

ومن ناحية أخرى، فالحواسيب الشخصية ما زالت في تطور مستمر، كما أنها ما تزال تمثل أوج التطور التكنولوجي، ومثال ذلك تفوق (إنتل – Intel) و(نفيديا – Nvidia) على الألواح الرقمية (Tablets) والهواتف الذكية، بالرغم من تكلفتها العالية.

بالإضافة إلى أن حجم الحواسيب الشخصية أصبح أصغر بكثير مما كان عليه في السابق، كما أصبح هناك تصميم حديث يضم كلا من الشاشة وصندوق الحاسوب في جهاز واحد كطريقة مبتكرة لتوفير المساحة، ومنها أيضا ما يعمل باللمس. كما أنها ما زالت تلقى قبول الكثير من محبي الألعاب الرقمية ومحرري الصور وأفلام الفيديو، أو منتجي العروض ثلاثية الأبعاد. بالإضافة إلى احتوائها على نظام رائع لتوليف الموسيقى، وتوافر خاصية العمل مع الطابعات بمختلف أنواعها.

إذا، لماذا استطاعت الألواح الرقمية أن تطغى على سوق الحواسيب الشخصية؟ تشير الأرقام بأن سبب انخفاض مبيعات الحواسيب الشخصية لا يعود بشكل كامل إلى زيادة الإقبال على الألواح الرقمية؛ ففي العام 2008، شهد العالم واحدة من أسوأ حالات الركود الاقتصادي، مما يعني بأن الكثير من الناس باتوا يحتفظون بحواسيبهم الشخصية القديمة لفترة أطول قبل القيام بتجديدها أو استبدالها. كما يعود سبب شراء العديد من الأشخاص للألواح الرقمية إلى رغبتهم في الحصول على جهاز يمكنهم من استخدام الإنترنت بتكلفة أقل، كأجهزة (آي باد– iPad) التي تباع بنصف السعر.

ومن الأسباب الأخرى التي جعلت الألواح الرقمية ذات شعبية كبيرة، هو أن الإنترنت أصبح وسيلة تواصل كثيرة الاستخدام، فنحن نشاهد مقاطع الفيديو والصور ونطالع الأخبار ونستمع إلى المدونات الصوتية، ومن الإنصاف القول بأن القيام بتلك الأمور على اللوح الرقمي يتميز بسهولته. ولكن عندما يعود الأمر إلى تعديل المحتويات أو العمل مع الملفات أو البرامج، يصبح العمل على الألواح الرقمية أمرا معقدا وصعبا.

إن كل ما يتعلق بمعالجة النصوص أو إنشاء المحتويات ما زال ينفذ على الحواسيب الشخصية بكفاءة عالية، واستبدالها بأي جهاز آخر لتنفيذ هذه المهام سيأخذ وقتا طويلا، بما لا يعد عمليا أبدا. لذلك فإن ورقتها الرابحة تكمن في قدرتها على تنفيذ المهام التي لا تستطيع الأجهزة الأخرى تنفيذها، كالهواتف الذكية والحواسيب المحمولة والألواح الرقمية.

وبناء على ذلك، فإن الحواسيب الشخصية غير معرضة للزوال بوجود الأجهزة المحمولة الجديدة، بل يبدو أنها ستحافظ على رواجها وشعبيتها في ظل الابتكارات الجديدة والمستمرة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق